بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم
الحمد لله ذي المن والفضل والإحسان، حمداً يليق بجلال عظمته، وصَلِّ الله على خاتم الرسل من لا نبي بعده، صلاةً تقضي لنا بها الحاجات، وترفعنا بها أعلى الدرجات، و تبلّغنا أقصى الغايات.
زميلاتي وزملائي الاكارم … يطيب لنا في اليوم العالمي للتعليم بأن نسطر كلمات الشكر والتقدير والعرفان بحروف من الذهب المرصع لكل معلم ومدرس واستاذ جامعي مخلص وأمين لمهنته المقدسة ليفني فيها سنين عمره في توجيه وتعليم شباب وأبناء أمته ووطنه من العلوم النافعة وزاد المعرفة الجامعية ليزيل عنهم سدف الجهل ويبصرهم بنور العلم والمعرفة ابتغاءً منه رضى الله سبحانه وتعالى، ممتثلاً لأمره وأمر رسوله صلى الله عليه واله وسلم القائل (تعلموا العلم فإن تعلمه لله خشية، وطلبه عباده، ومذاكرته تسبيح، والبحث عنه جهاد وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة).
زميلاتي وزملائي الأفاضل … إن إخلاصكم وتفانيكم في مهنتكم المقدسة هذه يجعلكم مما لا شك فيه مثالاً يحتذى به وهادياً يرتجى منه ولا سيما إذا حلت ظلامات الجهل وخيمت عروشها لا سامح الله في أبناء وشباب الوطن فليس لهم بعد الله إلا أنتم وما تحملونه من العلم والمعرفة فهنيئاً لكم هذه المكانة الرفيعة والدور الإيجابي الفعال في بناء أركان الوطن العزيز وخاصةً ونحن كما في بلدان العالم الأخرى نمر بأقسى أنواع التحديات التي سببتها أعتى أنواع الجوائح عبر التاريخ المعاصر وهي جائحة فايروس كورونا (covid 19 virus) ، إن الحق لا بد أن يقال بالرغم من صعوبة المرحلة السابقة والحالية والتخوفات الكثيرة من انهيار مسارات الحياة كافة ومنها قطاع التعليم في العراق إلا أن بسواعدكم وحرصكم وتفانيكم واخلاصكم العالي حققتم وبنجاح منقطع النظير شعار (تعليمنا لن يتوقف) وأثبتم بصدق وجدارة من خلال المراحل الصعبة أن في التعليم وحده نهضة الوطن وإن التعليم المحرك الرئيسي للتقدم والازدهار باعتباره أساس مرتكزات المجتمعات المتقدمة القائمة على العلم والعلماء.
أخواتي وإخوتي أعضاء الهيئة التدريسية المحترمون … اليوم أصبح وبشكل واضح وجلي للقاصي والداني أن بالعلم وحده تسود الحضارات وتنتعش الحياة، وبدون العلم تتخلف وتشقى فهو إكسير الحياة ومجدها لمن ابتغاه وقصده، والحصن المنيع لمن تحصن به، والعز لمن طلبه. واعلموا أن قوة هذا العصر في العلم وحده، فلم تعد الخصومات المختلفة تحتاج إلى سواعد قوية بقدر ما تحتاج إلى عقول راجحة، وأن التعلم والتعليم قوام الحياة فلا بقاء للحياة الا بهما ولا تزدهر الا ببقائهما فدمتم لرسالة العلم حملتها والذائدين عنها مهما صعبت الظروف وقست.
وهنا لابد من كلمة أوجهها لبناتي وأبنائي الطلبة الأعزاء … الذين بهم تسيير قافلة العلم وتمضي فأنتم اليوم ثروة الوطن الحقيقية تلك الثروة التي نعول عليها كثيراً لبناء وطن مشرق ومزدهر بالعلم والعلماء.
بناتي وأبنائي الاعزاء … في عصرنا هذا أصبحت حاجتنا للعلم ليست ملحة فقط بل أصبحت حاجاتنا للعلم توازي حاجاتنا للمأكل والمشرب وغيرها من متطلبات الحياة اليومية . إذ أصبح العلم العمود الفقري لتقدم الأمم والشعوب وتطورها ، وكذلك يقضى على المشكلات التي قد تواجه المجتمعات من فقر وتخلف وانهيار. كما أن بالعلم نستطيع أن نواكب التقدم التكنولوجي في دول العالم المتقدم، وبالعلم نصنع المستقبل الجيد ونحسن من شأن الحاضر، وبالعلم والمعرفة نصنع الحياة الكريمة للأفراد والمجتمعات في شتى بقاع الوطن .طلبتنا الأعزاء إن الحياة التعليمية بشكل عام والحياة الجامعية بشكل خاص تحتاج منا اليوم أكثر من أي وقت أخر في ظل تفشي وباء كورونا أن نتكاتف كالبنيان المرصوص وأن نعمل معاً بتفان وإخلاص وعلينا جميعاً أن نستمر في مواكبة كل جديد في ميدان العلم والمعرفة وأن نعمل سوياً بتكثيف الجهد واستغلال كافة الطاقات الإيجابية الكامنة فينا حرصاً منا لبناء وطن مزدهر ينعم بالخير والامان، ومن هنا نحرص بشدة أن تكون كليتكم، كلية الزراعة في جامعة كربلاء رائدة في بناء المجتمع وتوجهاته وأن تكون في المقدمة دائماً وأبداً من أجل تحقيق أفضل المخرجات القادرة في المستقبل من إدارة البلد في مختلف الميادين ولا سيما ميدان القطاع الزراعي بمختلف تخصصاته وفروعه المختلفة.
وفي النهاية لابد أن أشير إلى أن امل الوطن بعد الله سبحانه وتعالى معقود بشبابها المتعلم والمثقف الواعي وإن رسالتنا العلمية لا تكتب لها النجاح الا بالمثابرة والعمل الدؤوب المثمر.وفقنا الله وأياكم لما فيه خير البلد ولله الشكر أولاً وأخيراً، على حسن توفيقه، وكريم عونه.
الأستاذ الدكتور ثامر كريم خضير الجنابي
عميد كلية الزراعة