أنتشار اسماك البلطي في مياهنا يهدد ثروتنا السمكية المحلية
لكي نتعرف على هذا النوع من الاسماك الدخيلة على مياهنا لابد من الإشارة
الى منشأ هذه الاسم
1– البلطي الزيلي T.zilliاك واماكن تواجدها
. ينتمي البلطي Tilapia الى العائلة Cichilidae (البلطيات)
وهو أفريقي المنشأ , وهذه العائلة تتكون من عدة اجناس وأهم تلك الاجناس
الاقتصادية هي ال Tilapia
اما اهم انواع هذا الجنس فهي :-
2– البلطي الابيض (الجليلي) T.Gallilea
3– البلطي الازرق (الحساني) Oreochromis aureusT.
4– البلطي النيلي T.Niloticus
تنتشر هذه الانواع في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية في افريقيا وامريكا الجنوبية , في المياه العذبه والمياه الشروب قليلة الملوحة (Brackishwater) واستخدمت لأول مره كتربية زراعية في كينيا منذ بدايات القرن العشرين كونها سمكة سريعة النمو وذات مردود أقتصادي وسميت آنذاك بالبلطي الاسود T.Nigra ثم بعد ذلك ربيت في المزارع السمكية ما يسمى بالبلطي الموزمبيقي T.Mossambicus بعدها انتشرت تربيتها في جنوب آسيا والهند وانتشرت في مياه النيل ثم انتقلت ودخلت اوربا عن طريق الانسان .
مصدر اسماك البلطي في مياهنا المحلية
عثر في نهر الفرات في منطقة المسيب عام 2007 على نوع من اسماك البلطي الزيلي T.Zilli, ثم عثر على نوعين من هذه الاسماك بمنطقة الدباب في محافظة البصرة عام 2009 هما T.Zilli والنوع الآخر عثر عليه لاول مره هو النوع البلطي الازرق (الحساني) Oreochromis aureusT., انتشرت هذه الانواع حاليا في مياه المناطق الجنوبية والوسطى , وقد اعلنت مديرية بيئة الديوانية ومديرية زراعة ذي قار ومديرية زراعة ميسان عن تسيد هذه الانواع في مياه الاهوار والانهر ومياه البزل ايضا مما أثرت بصورة سلبية على جميع الانواع المحلية العراقية لما له التأثير البالغ على تكاثرها , ويعتقد ان هنالك ايادي خبيثة عابثة بالبيئة العراقية قد كانت سببا في ادخال هذا النوع من الاسماك , او انها انتقلت عبر المصب العام لنهر الفرات عن طريق هروبها من مزارع الاسماك السورية القريبة من نهر الفرات .
تأثيرها البيئي على ثروتنا المحلية
كون النظام البيئي الطبيعي يعيش في حالة توازن , وان اي خلل في هذا التوازن يؤدي اما الى نتائج ايجابية او يؤدي الى نتائج سلبية وفي حالتنا في المياه العراقية جاءت النتائج سلبية , مما ادى الى تدهور النظام البيئي كون هذا النظام مرتبط بسلسلة غذائية او هرم غذائي ووسط تعايش بين المكون الحياتي , وان دخول هذه الانواع سبب اضرارا بيئية كبيرة متمثلة بأنخفاض اعداد انواع اسماكنا المحلية كون اسماك البلطي الزيلي والازرق تلتهم بيوض اسماكنا المحلية المتواجدة في اعشاشها بالاعشاب والطين,لأن هذين النوعين احدهما متغذي اعشاب (Herbevorous) البلطي الزيلي T. Zilliوالآخر قارت (Omnivorous) البلطي الازرق (الحساني) Oreochromis aureusT., علاوة على ذلك فأن هذه الانواع تتكاثر بسرعة كل 3 – 4 أشهر تنضج جنسيا والغريب في الامر ان هذين النوعين يحافظان على بيوضهما فالبلطي الزيلي يحفر بيوتا طينيه ويحرس الذكر والانثى البيوض والصغار لحين تكامل الصغار واعتمادها على نفسها , في حين البلطي الازرق او الحساني تحمل الانثى بيوضها في الفم لحين الاعتماد على النفس , وبعد 3 – 4 أشهر تنضج تلك الصغار جنسيا وتبدأ تتكاثر مرة أخرى وهكذا ….مما سبب تسيد هذه الانواع على الانواع المحلية التي لاتحمل صفة الافتراس Carnivorous)) والتغذي على بيوض وصغار تلك الاسماك وهذا مما يخلق عدم التوازن البيئي فضلا عن تكاثر البلطي المتضاعف و تخلخل وتغير السلسلة الغذائية في البيئة المائية العراقية , ذلك ادى الى ضعف نمو اسماكنا المحلية وتناقصها.
البلطي مشكلة خطيرة فعلاعلى البيئة المائية العراقية لكن ممكن استزراعها منعزله
سمك البلطي ليست اسماك خطيرة كما يتصور البعض فهي اسماك غنية بالبروتين والاحماض الامينية الاساسية والفسفور وتعتبر مادة غذائية مهمة في دول شرق آسيا وفي معظم دول القارة الافريقية وكذلك في معظم دول العالم , وتتميز بجودة لحومها التي لاتحتوي على عظام في انسجتها , كما ان البلطي يستخدم في السيطرة البيولوجيه على المشاكل البيئية المائية وفي قتل اناث البعوض المضيف الذي ينقل مرض الملاريا , ولديها مقاومة للطفيليات والامراض , فهي تصلح للزراعة في احواض تربيه كمصدر بروتيني استهلاكي وتسويقي وبالامكان تحقيق ارباح في السوق فيما اذا كانت ادارة تلك المزارع تدار بصورة جيدة , اما بخصوص تعايشها في البيئة المائية العراقية فأنها بدون شك سوف تضر بالسلسلة والهرم الغذائي البيئي وتحدث ضررا كبيرا بثروتنا السمكية لهذا السبب يجب بذل وتوحيد الجهود الحثيثة العلمية والبحثية لعزل هذا النوع وعدة انواع اخرى قد احدثت ارباكا في التوازن البيئي وذلك يتطلب اهتمام جدي من قبل المعنيين بالدولة العراقية والا فأن اسماكنا وثروتنا المحلية ستنتهي وستتسيد هذه الاسماك في مياهنا…..